المرشد السياحي (بالإنجليزية: Tour guide)
هو الدليل الذي يقود ويرشد السائح أو المجموعة السياحية أثناء السفر والرحلة السياحية أياً كان نوعها. ويمكن تعريف المرشد السياحي بصورة عامة بأنه الشخص الذي يقوم بمرافقة السائحين والزوار والوفود الأجنبية إلى المدن والمناطق والمعالم والمنشآت والمواقع السياحية والتاريخية والأثرية، ويزودهم بالمعلومات اللازمة عنها، والرد على استفساراتهم بمعلومات دقيقة وصحيحة وموضوعية وتجنب الإضافات والاجتهادات والتعليقات والآراء الشخصية، والبقاء معهم ومرافقتهم من تاريخ وصولهم حتى مغادرتهم، كما يعمل على سلامة السائحين الذين يرافقهم والحفاظ على ممتلكاتهم وعدم تعريضهم لأي مضايقات. ومقابل قيامه بهذه الأعمال يحصل المرشد السياحي على أجر مادي تحدده الأجهزة الرسمية، أو يتفق بشأنه مع المنظمين للرحلات السياحية أو حتى مع السائحين أنفسهم.
وعلى عاتق المرشد السياحي تقع دائماً مسؤولية إنجاح الرحلة السياحية وتقديم الصورة الإيجابية عن وطنه للسائحين، فهوا المصدر الرئيسي للمعلومات التي يحصلون عليها عن التراث الحضاري والتاريخي والثقافي والعادات والتقاليد والحياة الاجتماعية التي يعيشها السكان في المناطق السياحية التي يرافق السائحين لزيارتها. وتشكل المعلومات التي ينقلها المرشد السياحي للسائحين، مع ما يشاهدونه على الطبيعة، من مناظر طبيعية ومنشآت ومعالم وآثار وأدوات وحرف، في المناطق التي يقومون بزيارتها موضوعا متكاملاً يشبع فضول السائحين ويجيب على استفساراتهم وترسخ المعلومات والصور الحية في أذهانهم، وذلك يجعلهم يشعرون بالراحة والرضا.
المرشد " الدليل " السياحي هو وجه البلد والسفير المقيم في بلده . وغالبا ما يكون المرشد السياحي أول من يلتقي السائح وآخر من يودعه ، ولذا فهو أولى الأشخاص بتشكيل الانطباع الأول ، وربما الأخير والدائم في ذهن السائح . كذلك يعتبر المرشد السياحي أهم عنصر من عناصر البرنامج السياحي . فالمرشد السياحي يبقى ملازما للسائح في حله وترحاله واكثر من يعرف عن حاجاته ، انطباعاته، ومشاكله ، وهو الذي يستطيع تغيير أية انطباعات غير إيجابية حول بلده ويغرس الصورة التي ترقي ببلده في أذهان السياح . ولما تفتقره المكتبة العربية من الكتب والدراسات المتخصصة في مجال الدلالة أو الإرشاد السياحي بالرغم من أهميته الخاصة، ولقلة المراجع والمصادر في هذا السياق فقد استعنت بكتاب " Professional Guide "إلى جانب خبرتي المهنية والعلمية المتواضعة في مجال السياحة والإرشاد السياحي ، ومواقع المنظمات السياحية الدولية ، ومراجع ومصادر شتى في صناعة السياحة والسفر .فأرجو أن تسد هذه الدراسة من خلال هذا المقال والمقالات المتعاقبة في هذا المضمار جزءا يسيرا من هذا الفراغ. حيث لا يتوقع أن يكون هذا المقال - والمقالات المتتابعة إن شاء الله في دراسة علم وفن الإرشاد السياحي- عصا سحرية تعمل على نجاح الدليل أو المرشد السياحي لكن نأمل أن تساعده في تنمية مهاراته.
ولعلك عزيزي القارئ لا تختلف معي في تسمية المرشد السياحي بالدليل السياحي أو العكس ، فبعض الدول العربية يطلقون عليه" المرشد السياحي" ، ودول أخرى يطلقون عليه" الدليل السياحي" . فالاختلاف في التسمية لا يفسد للدراسة هدفها وأهميتها. ولعلك بعد متابعة فصول هذه الدراسة تستطيع أن تجيب على تساؤلات عديدة تطرح نفسها على الساحة السياحية وعلى وجه الخصوص ساحة الإرشاد السياحي بعدما لعبت التكنولوجيا الحديثة وتطوراتها الهائلة من خلال ما حققته في تقديم وظهور المرشد الإلكتروني.. Electronic Guide والمعمول به في بعض الدول مثل بريطانيا وأمريكا من خلال شرائط الكاسيت أو الاسطوانات المسجل عليها كافة المعلومات التاريخية والمتحفية والأثرية والسياحية.
حيث يستطيع السائح أن يستمع إلى الشرح وتلقي المعلومات من خلال Head Phones . والسؤال هو : هل تسد هذه التقنية الحديثة الفجوة بين السائح وما يراه في المتاحف والمناطق الأثرية ؟؟ وهل ستجيبه هذه الوسائل على كافة الأسئلة التى تدور بعقله ؟؟ وهل بهذه التقنيات الحديثة يمكن العمل دون العنصر البشري " المرشد السياحي ") ؟؟ وهل تشبعه لذة الاستمتاع بالمناطق السياحية والأثرية أم ستفقده الشعور بهذه الرغبة؟؟
. وقد أثبتت هذه التجربة نجاحها بالرغم من التكلفة الباهظة في عروض الصوت والضوء Sound and Light shows في منطقة أهرامات الجيزة بمصر . وهل هذه التقنية الملعونة ستقف حجر عثرة أمام عمل المرشدين السياحيين ولم تعد هناك حاجة لهم أم سيظل العنصر البشري له السبق و الريادة في مزاولة مهنة الإرشاد السياحي رضيت هذه التكنولوجيا أم أبت ؟؟
عزيزي القارئ بعد إبحارك في خضم بحور ومعترك أمواج فصول هذه الدراسة ستجيب بنفسك على كل هذه التساؤلات واحدة تلو الأخرى وستدرك ما إذا كانت هذه التقنيات الحديثة تحقق المتعة والنشوة للسائحين أم لا ؟؟ وهل تستطيع أن تثبت نجاحها في مجال الإرشاد السياحي أم لا ؟؟